تسلا تستخدم حاسوب عملاق للتدريب على القيادة الذاتية

تسلا تستخدم حاسوب عملاق في التدريب على القيادة الذاتية

شركة تسلا (Tesla) هي شركة أميركية متخصصة بصناعة السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى بعض أجزاء القطارات الكهربائية. مقرّها في ولاية كاليفورنيا. أنتجت الشركة سيارات سيدان وتسلا موديل أس. في الوقت الحالي يرغب مؤسس الشركة الملياردير (إلون ماسك) أن تكون تسلا الشركة الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية في العالم. وذلك يمكن أن يتحقق في حين أن تسلا سوف تستخدم حاسوب عملاق في التدريب على القيادة الذاتية.

مستقبل القيادة الذاتية

لا يمكنك شراء سيارة ذاتية القيادة بالكامل حالياً، ولكن شركات  السيارات حول العالم يتسابقون ليصبحوا أول شركة تصنع وتنتج  هكذا سيارة. على الرغم من ذلك، لا توجد شركتان تسلكان نفس المسار التكنولوجي لتحقيق هذه الخطة. يستفيد البعض من طرق الاستشعار عن بعد مثل: Light Detection and Ranging أو كما نعرفها اختصاراً (LiDAR)، بينما يعتمد البعض الآخر على الرادار للمساعدة في في تحديد العوائق التي يصعب رؤيتها في الطريق. وعادةً ما تستخدم الشركات التي تعمل في مجال التكنولوجيا المستقلة مزيجاً من LiDAR والرادار والكاميرات.

 تطلعات ووجهة نظر تسلا في التدريب على القيادة الذاتية

تعتقد تسلا أنّ التعرّف على الصور القائم على الرؤية باستخدام الكاميرات فقط هو مفتاح الاستقلالية الموثوقة والميسورة التكلفة. ولكن هنالك مشكلة في طريقة تسلا، لأن إتقان الاستقلالية القائمة على الرؤية أمرٌ صعبٌ. يتطلّب  الأمر استخدام نظامٍ يحتاج إلى  تحسينه باستمرار، ويمكنه التكيف بسرعة مع ظروف الطريق الجديدة والمتغيرة، ومن ثم يجب أن يكون قادراً على مشاركة هذه المعلومات مع المركبات الأخرى على الطريق. يتطلب هذا النوع من التعلّم قوة معالجة أكبر بكثير مما هو متاح في مركبة واحدة، فهو يتطلب حاسوباً عملاقاً. وخلال حديث في المؤتمر الدولي المشترك حول رؤية الكمبيوتر والتعرف على الأنماط في وقت سابق من هذا الشهر، كشف “أندريه كارباثي” كبير مديري الذكاء الاصطناعي في الشركة أن تسلا ستستخدم حاسوب عملاق للتدريب على القيادة الذاتية.

مواصفات الحاسوب العملاق لتسلا

لم يتم تسمية الكمبيوتر العملاق الجديد من تسلا، على الأقل ليس علناً. تتكون الكتلة نفسها من 720 جهاز كمبيوتر فردي تسمى العقد. تحتوي كل عقدة على ثماني وحدات معالجة رسومات (Nividia A100) بسعة 80 جيجا بايت قادرة على إجراء حسابات فاصلة عائمة عالية الكثافة مع ما يقرب من 500 مرة من الطاقة مقارنة بمعالج سطح المكتب القياسي. في المجموع، تحتوي المجموعة على 5760 وحدة معالجة رسومات، أو ما يكفي من الأجهزة لتحقيق 1.8 exaflops من قوّة المعالجة. يعتقد “كارباثي” أن هذا يجعل كمبيوتر تسلا العملاق خامس أقوى بيئة حوسبة في العالم بأسره، على الورق حالياً.

نظام الطيار الآلي في تسلا

تستخدم  سيارات تسلا الحديثة نظاماً متقدماً لمساعدة السائق يسمى الطيار الآلي. تتيح مجموعة الميزات هذه للسيارة الاستفادة من ثماني كاميرات خارجية لجمع البيانات حول محيط السيارة. تؤدي أدوات التحكم الجانبية (التوجيه) والطولية (التسارع والكبح) تحت إشراف السائق. في حين أنه لا ينبغي الخلط بين هذا وبين القيادة الذاتية المتقدمة من Waymo، فهي خطوة مؤقتة تستخدم الأتمتة الجزئية لسد الفجوة بين القيادة اليدوية والتحكم الذاتي الكامل.

آلية عمل نظام الطيار الآلي

يستخدم الطيار الآلي المعلومات التي تم جمعها من جميع سيارات تسلا على الطريق لتحسين قرارات القيادة. وبينما تسير سيارة تسلا على طول الشارع، تقوم كاميراتها الخارجية بجمع البيانات باستمرار عن البيئة الخارجية. وفي الوقت نفسه تقوم أجهزة الكمبيوتر داخل السيارة بدراسة هذه البيانات وإجراء تنبؤات حول كيفية التصرف في أي سيناريو معين. حيث تشارك هذه المعلومات على بنية تعلّم الآلة  والتي تسمى (الشبكة العصبية). ثم يسجل التنبؤات ويرسلها مرة أخرى إلى تسلا لتحديد ما إذا كان القرار صحيحاً، أو إذا تم التعرف على أي بيانات بشكل خاطئ. وفي حال كان الأمر كذلك، فعندئذٍ تعمل البيانات باستمرار من خلال الكمبيوتر العملاق لتعديل سلوكه حتى تتم معالجته دون خطأ. مما يؤدي إلى تدريب نموذج الطيار الآلي المتطور باستمرار من تسلا.

بعض الصعوبات وقدرة تسلا على استخدام  الحاسوب العملاق في التدريب

فضلاً عن كونها تستهلك قدراً كبيراً من طاقة المعالجة، تتطلب أيضاً تخزيناً كبيراً من أجل تخزين المليون مقطع مدته 10 ثوانٍ المستخدمة في تكوين تدريب مجموعة بيانات تسلا الخاص بالطيار الآلي. تتطلب هذه المقاطع وحدها 1.5 بيتابايت من التخزين، في حين أنّ النظام نفسه قادر على تخزين ما يقرب من 10 بيتابايت من البيانات على وحدة تخزين فلاش NVMe فائقة السرعة. لقد قوبل هدف تسلا الطموح بقدرٍ كبيرٍ من الشك من قبل قادة الصناعة والمعارضين لاستقلالية السيارة ذات الرؤية فقط. خاصّةً أن تسلا  رفضت استخدام LiDAR فائق الدقة.

المصدر

 

عن الكاتب

اترك تعليقاً

Scroll to Top
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لنمنحك أفضل تجربة ممكنة على موقعنا. بالمتابعة في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
قبول
سياسة الخصوصية